إجابتك خاطئة!



بسم الله الرحمن الرحيم


لا شيء يخيف الطلاب- وخصوصا الجامعيين منهم- أكثر من امتحانات الاختيار من متعدد، حيث يسعى الجميع إلى رفع معدل نتائجهم في هذا التعذيب العقلي المفضل عند الأساتذة.
كل منا قد سبق له أن سمع بنصائح وطرق لاختيار الإجابة الصحيحة، ولحسن الحظ أن بعضها صحيح فعلا؛ مثل احتمال كون الإجابة الطويلة صحيحة أكثر من احتمال الإجابة القصيرة، واحتمال كون الإجابة المفصلة الدقيقة صحيحة أكثر من احتمال الإجابة الموجزة المجملة.

أمثلة توضيحية:

• ما هي "اللانهاية

- جريدة؛
- مجلة؛
- موسوعة إلكترونية حرة.

• متى تم إنشاء "موسوعة اللانهاية
- 2014؛
- 12/08/2014؛
- 2015.

بعد الدراسات الإحصائية في هذا الشأن، تبين أن أكثر من %68 من الطلاب الجامعيين يعتقدون أن تغيير الإجابة الأولية (التي تم اختيارها أولا) سيؤدي إلى اختيار إجابة خاطئة. وثلاثة أرباع (4/3) من الطلاب يقولون إن تغيير الإجابة الأولى سيخفض من معدل علاماتهم.

في إحصائية أخرى بين الأساتذة الذين كانوا يعطون النصائح للطلاب بشأن الامتحانات؛ تبين أن %63 منهم ينصحون باتباع الإجابة الغريزية، لأن تغييرها- في نظرهم- سيقلل من معدلات الطلاب. بينما قال نحو الـ %5.5 فقط منهم إن تغيير الإجابة الأولى سيزيد المعدل. 

هذا بالإضافة إلى أن المواقع الإلكترونية المصممة لتدريب الناس على سبل اجتياز الاختبارات ذات الاختيارات المتعددة تشجع الطلاب على التمسك بإجاباتهم الأولى الغريزية وعدم تغييرها على الإطلاق، وتؤكد فكرة كون تغيير الإجابة الأولية سيؤدي إلى الاختيار الخاطئ حتما.

• موقع Test Taking Tips ينصح الطلاب بالثقة في إجابتهم الأولى وعدم التردد في اختيارها أبدا "الإجابة الأولى غالبا ما تكون صحيحة، إلا في حال القراءة الخاطئة للسؤال".

• موقع Tomahawk Elementary School يقول: "لا تغير إجابتك إلا إذا كنت متأكدا تماما من الإجابة الصحيحة".

تم إجراء أكثر من 60 دراسة علمية في هذا الشأن، وكان المفاجئ في الأمر أن النتيجة متناقضة تماما مع السائد المتوقع. فقد كانت النتيجة أنه عندما يغير الطالب إجابته الأولية، احتمال التغيير من الخطإ إلى الصحيح لديه أكبر من احتمال التغيير من الصحيح إلى الخطإ.
الطلاب الذين يغيرون إجاباتهم كثيرا يحصلون غالبا على معدلات أعلى من غيرهم الذين يبقون على إجاباتهم الأولية. هذه النتائج ليست مقتصرة على الاختبارات المتعددة البسيطة، وإنما هي عامة لتشمل اختبارات SAT... وغيرها. 

لكن، دعونا نتفق على ضابطين لقاعدة "عندما تشك في إجابتك، قم بتغييرها":

1- غير إجابتك بعد أن تشك في صحتها.
2- لا تغير إجابتك بعد أن تتوقع صحة أخرى

مهلا؛ لكن، ما الذي يجعل الطلاب يظنون أن الإجابة الأولية صحيحة؟


الأسباب ثلاثة:


• أولاً: لأن معظم الأساتذة ينصحون الطلاب بعدم تغيير إجاباتهم.


• ثانيا: لأن الطالب يتذكر الجواب الذي قام بتغييره من صحيح إلى خاطئ أكثر من الذي قام بتغييره من خاطئ إلى صحيح. فشعوره بالندم على قرار التغيير الخاطئ يستمر أكثر من الفرح على التغيير الصحيح؛ ونتيجة لذلك فإن الأسئلة التي نجيب عليها بشكل خاطئ تترسخ في أذهاننا ويصير من الصعب نسيانها أو ارتكاب الأخطاء فيها مستقبلاً، و هذا ما يسمى "التعلم بالتجربة".


• ثالثا: لأن الطلاب يتوقعون صحة عدد كبير من إجاباتهم أكبر من العدد الحقيقي للإجابات الصحيحة لديهم؛ وعند حصولهم على نتيجة أقل من المتوقع، يظن كثير منهم أن الخطأ في الإجابات التي قام بتغييرها.


[المصدر: الباحثون السوريون] - بتصرف موسوعة اللانهاية

إذا أعجبك الموضوع، شاركه مع أصدقائك عبر:

صـنـدوق الـتـعـلـيـقـات:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قال جل وعلا: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" [ق : 18]

كافة الحقوق محفوظة لـ: موسوعة اللانهاية © 2014-2015 | برمجة وتطوير: حمادة سيد اليزيد |

يتم التشغيل بواسطة Blogger.