شبهة حول الرحمة الإلهية



بسم الله الرحمن الرحيم


• الشبهة:
هل يجوز عَدُّ الله أرحمَ من الأمِّ بطفلها؛ رغم أنه غالبًا ما لا يكترث لتعرض هذا الطفل للضرر، وكلُّ ذلك يحدث بعد إذنه؟

• رَدُّ الشبهة:

ممَّا لا شك فيه أن الله أرحم من الأم على ابنها. إلا أن رحمة الأمِّ أمرٌ فطريٌّ لا دخل للعقل فيه (محبة اللذة، وكراهية الألم)؛ فلربَّما قالت الأم "ليتني تضرَّرتُ، بدلًا من أن يتضرَّر ابني"، وهذا ما لا يُمكن أن يكون نتاج حكمة نابعة من عقل واعٍ ذي منطق سليم. أمَّا كون الله رحيمًا، فلابُدَّ أن يخضع لكونه عليمًا حكيمًا؛ فمن يدري أن ما أصاب الابن من ضرر خيرٌ له من ألَّا يصيبه، فدفع الله به ضررًا أكبر؟!



فلنفترض- مثلًا- أن الولد توفيَّ في حريق.

أرأيتَ إن بلغ هذا الولد الحلم (أي: صار راشدًا)، ثم وقع في ما يوجب دخوله نار جهنم عقابًا له على ما اقترفه من ذنوب الحياة الدنيا؛ أذلك خيرٌ له، أم أن دخول نار جهنم- ولو لثانية واحدة- خيرٌ؟!


• خلاصة رَدِّ الشبهة:
كون الله رحيمًا يخضع لكونه عليمًا حكيمًا؛ خلاف الإنسان الذي تُعَدُّ رحمته أمرًا فطريًّا غيرَ خاضع لعقل بعلم ولا بحكمة.

[كافة الحقوق محفوظة لـموسوعة اللانهاية]


إذا أعجبك الموضوع، شاركه مع أصدقائك عبر:

صـنـدوق الـتـعـلـيـقـات:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قال جل وعلا: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" [ق : 18]

كافة الحقوق محفوظة لـ: موسوعة اللانهاية © 2014-2015 | برمجة وتطوير: حمادة سيد اليزيد |

يتم التشغيل بواسطة Blogger.